الجمعة، 20 يناير 2017

اليومُ الحافل !

أُحِب عالمي الصغير () .. الهادئ الممتلئ ..
نفسٌ طويل ، و كأنني قطعت شوط ركضٍ طويل ، اكتب التدوينة، الآن ، بمشاعر فرحة أن أعود لعالمي الحبيب ، العالم الدافئ ، آكل البطاطا أنا و أختي ، بعد انتهاء يومي المكتض من الناس ، ضحكات الصغار ، تضجّر الأكبر من الدراسة ، إخوتي و أمي ، و عائلتي التي تقترب جمعة أكثر من جمعة من بعضها ، حتى تعوّض المكان المفقود .. لاحظت هذا الإقتراب .. كثيرا ولمسته بقلبي ، يضحك السعيد ليبتسم الآخر .. ويفرّغ حزنه الحزين ليلتهمه آخر .. و يتكئ الوحيد على كتف أحد آخر ..،

اليوم مليء بالحب الصحب و العائلة ، حصلت على دفتر تلوين من أخي ، و سينابون من صاحبة قلبي () .. لا أعرف ، ربما الأيام الحافلة ليست صديقتي دائما ، 
" اجهاد اجتماعي " و شتّان ما بين ليلة الأمس التي اسمع فيها صدى صوتي ف  المنزل و ليلة اليوم التي لا أستطيع فيها سماع صوتي ، لكن لكلّ منهم ذوق مختلف ولو اني انحزت الى الأولى لكن الثانية هي زادها ..
يعاملني بعض الآخرين برفق زائد و آخرين لم يتغيروا .. انحاز للآخرين بالطبع .. حتى لو كان زاد الأوليّن حبهم ل، ما أنا متأكدة منه ، أن مكاني في هذي الحياة لا يجب أن يكون دورا رئيسي ،أحب أن أكون اللوحة لا المعرض ،  موسيقى الخلفية لا الفيلم ، العازف لا المغني . كاتب القصة لا الراوي أو الممثل لها ، 

إحدى صديقاتي وصفت اليوم نفسها بأنها - أسوء صديقة - لأنها لم تخرجني مما أنا فيه ، لكن الواقع بأن هذا ليس ما أحتاجه .. كل ما أحتاجه لإخراجي هو أن أخرج في الوقت الذي تدرك فيه نفسي أنني مستعدة ، أن أخرج بنفسي وأنه لا أحد -للأسف - يستطيع أن يخرجني مالم أفعل  ، كل ما أتمنّاه أن يبقى ها العالم الصغير بمن فيه بخير ، أن يبقى كل شيء على ما هو عليه ،أشعر بلإمتنان و الأمان لأخرج بعدها.

أن تحصل على الكثير من الإخوة و الصحب  لا يعني تماما أنك لست وحيد أو محظوظ ،الموضوع يقتصر على مفهوم الوحدة عندك  ، لو تمكن كل منا على أن يرى الوحدة بالمعنى الصحيح  سيشتاق إليها كما أفعل ،تشبه الوحده لون القلب دافئة و هادئة ، لا صوت غير صوتك و لا حديث آخر ..
يقول كامو " لن تكتبوا بهذا القدر من الوحدة لو كنتم تعلمون كيف تستفيدون منها إلى أقصى حد " ! ..
أن تعود لنفسك لا يعني سوء الناس فأنا الأكثر حبّا لهم  .!  لكني تربيت معها .. اعتدت مثلا المذاكرة معي ، و الحزن معي و الحديث و التسوق بمفردي .. و ممتنة لذلك  .. الآن فقط  صرت أعرف ما أريد و ما لا أريد وما أحب و ما لا أحب اعتقد أني اكتشتفني في وقت مبكرة وهذا عامل  من العوامل المساعدة ،  أني لوحدي ،
 لم يخبرني أحد يوما أن عليّ لبس هذا أو هذا .. و المرّة الوحيدة التي شاورت أمي فيها قالت " اسمعي صوت قلبك  لا تسألين أحد " .، فتحتّم علي بعدها أن أجرّب كل موقف وكل حدث و ألمس بنفسي ، أن أفهم أن ذوق الآخرين ليس ذوقي و مبادئهم ،. رأيهم ،  واعتقادهم عني ليس تماما هو أنا ،  .. تحتم علي أن أبني هذه السارة  لُبنة لُبنة ، بمحصلة كبيرة من الفشل والسقوط والتوقف ،المعرفة ،الحب .. الرضا و الطمأنينة .

ختاما ،
أُحِب أن أشكر أصحاب السفر وهم ثلاثه : 
أولهم :  من شاركني فرحي و ترحي ، انطفائتي وضوئي ، وكل أيامي - و عددهم لا يملؤ أصابع اليد الواحدة - إلا أنهم كانوا بمثابة عالمٍ كامل في عيني ، إنهم في قلبي أحفظهم .. مثل دعاء جميل . 
ثانيهم : من شاركني فرحي دون ترحي أو العكس . فمع هذا تعلَّمت كيف أقف جيدا ، في كلا الوقتين وأن لا أسأل أو اعتب عليهم .:من جاء فمن قلبه ومن لم ، فيكفيني ، حاله الخير . و أن لم يأتي منه إلا خيراً وهو حبيب في قلبي أيضا  .
ثالثهم : من تركني و التفت وصدَّ ، فقط بهم تعلَّمت  وأثبت لي أني لن أتوقف حيث تُركت  ، و أن أكفَّ عن بحثي المستمر عن أشيائي التي فقدت ، و أركز على الطريق لا عن تفقد الأمتعة ،.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق