الاثنين، 9 يناير 2017

صفحة جديدة !

أقف صباح اليوم .. أمام غرفتي .. لم أرها بهذه الفوضى قط ..ولم أدرك وصولها لهذه المرحلة إلا اليوم ..  أعتقد أنه آن آوان التخفُف من كل شيء ..  من البريد إلى برامج التواصل إلى المحادثات إلى الغرفة والمنزل بأكمله
 ملفات لا أحتاجها وملفات نسيت لم هي موجودة أصلا .. كتب لم أُحبها و أوراق لا أذكر عمّا هي أصلا. لا أفهم لم يحتفظ الناس بأشياء حيطةَ أن يعودوا لها يوما ما ليتذكروا .. ؟ .. لم نحتاج لشيء يذكرنا ؟  .. إن حقا نبضت قلوبنا فيها  للمرة الأولى  .. فلا حديث الليل يمحوه النهار ولا النهار يمحو الليل ولا دهرا يمحوا دهر . 
. دائما ما كنت أشعر أن كل شيء مادّي يوازيه ويشبهه..شيء حسّي.. وكأنني ألعب لعبة توصيل كبيرة ..أحُبّ وصل الأشياء  .. مثل أبي و البحر  و أنا والقمر .. وأُُمي و النهار .. و المزيد المزيد .. لذا حين أرى الطريق لا يبدو طريقا فقط .. لافتات الشوارع والأضواء..ليست شيء أمرّ فيه .. بل شيء أحسُّ به .. أصوات الهواء .. و اللا صوت .. كل شيء يشبه شيء ما .. أنظر لكل الجوانب في قلبي . 
حين ينظر القلب ويؤمن، لن يهزّه ألف ذكرى وتعثّر....
بعض الأشياء تبدو مثيرة للسخرية لكني مؤمنة فيها .. مثلا أخبر صاحبتي بأنها تشبه الكيوي ! ..



أيضا أرسم شخصيات من حولي بهذه الطريقة .. فلما أفكر في رسم شخص .. أرسم شيء آخر لا يشبهه .. لكنه مثله ..
أن نتغيّر لا يعني بأننا متناقضين.. أن لا نشبه بعض  لا يعني بأننا مختلفين . 
من جهة اخرى.. أن نفقد الأمل لا يعني بأن ينطفئ الإيمان.. ولا يعني بأن الأمل لن يعثر علينا مرة أخرى .. في يوم ما .. نقف تحت السماء نخبرها بأن الأمل لم يخيبنا هذه المرّه ، وأننا لن نتخلى عنه .. زرقاء كانت أو كاحلة أو حتى غائمة لا يهم سنرقص تحت الأزرق ،ونقفز فرحا للغائم حتى تمطر، ونضيء في الليل .. ونفرح مرة أُُخرى.. نحن من يتشكّل في الفراغ ويتكيّف .لا الفراغ من يشكّلنا..و الذين لم نكن يوما شيء يشغل حيز .. بل نحن الفراغ والحيز هو من يتشكّل فينا 
 ‏تمامًا كالأطفال؛ نركض لمصدر السعادة .. ونهرب من المتاهات  خوفا أن نضيع في متلازمة المنتصف ..ولا نجد طريق العودة ولا الوصول ..مازال شيء فينا لا يكبر .. مازلنا نتتبع نبضات قلوبنا مثل العلامات .. وكل مرة نحاول فيها فتح صفحة جديدة ..نعيد كتابة نفس البداية التي قبلها  .. مالخطب في صفحات الكشكول ، ما المشكلة في المسودّات ؟ولم يفترض أن نغيّر الصفحة بعد أول . تعثّر.  ينتهي حال  دفاترنا مليٌئة بصفحات فارغة ، ونصف حروف لم تكتمل 
لم لا نعطي القصة فرصة لتكمل تصحيح ذاتها .. و نتوقف عن بدء الكثير من  الأمور الجديدة  .. فتضيع أرواحنا وتتشتت بيننا وبيننا  .. ليس المهم أن نكتب قصة خالية من الأخطاء .. أو مثالية ، لنتوقف عن صنع الأشياء المثاليه ، تبا للمثاليه  ..العالم ليس مثاليا ولا الإنسان ، كل مثالي مبتذل ، المهم  أن نكتبها نحن بكل ما فيها.. أصواتنا التي لم تخرج و حروفنا التي لم تُقرأ وقلوبنا التي لا نملكها قلوبنا التي تتخلى عنا ليمتلكها من نحب ويسكن فيها  ..، ليس المهم ما تنتهي عليه القصة.. المهم أن نجد أرواحنا في النهاية .. أن نلتقي نحن ونحن  ونحب كل انطفاءة وضوء .. كل تعثّر ومضي .. و أن نكتب النهاية كما هي ..  وحين نعيد قراءتها تبدو حقيقة .. ألا نترك القصة على الرف..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق