الأحد، 1 يناير 2017

الرسالة الثانية ..

مازال هناك الكثير من الكلام لم أحدّثك فيه مع الكثير من الأوقات التي أحتاجك فيها .. و الذكريات التي لا حصر لها القليلة العميقة التفاصيل البسيطه ، بطيخ الصيف ، وذرة الشتاء .. حلوى العيد و حديث العِشاء . حسرتي اليوم على كل ليلة رفضت العشاء على السفرة معك ، .. لا أعتقد أني سأندم على شيء آخر ما حييت غيره . لأن الطعام بعدك لا طعم له ..

. عزائي الوحيد هو حديث الناس عنك ، اتفقوا على ثلاثة أمور ،  كان مسالما و زاهدا ، كان يموت في حب بناته .. لم أعرف أنهم لحظوا ذلك أعتقدت أنه سِر بيننا! ألم تستطع أن تخبئ هذا الحب ، هل لحظوا لمعة عينيك.. و صوت ابتسامك وحديثك.. تقول واحده منهم
" أوووه سعد وبناته...." .. لم أخبر أنا منهم أحد،  ثمّ حتى لو أخبرتهم.. من سيفهم التفاصيل التي عشتها أنا ، ومن يفهم الحب الذي أعنيه ، ..من سيفهم أدقّ التفاصيل  التي احتويتني فيها .. لا أعتقد أن هذا الحب يناسبه الجزع بعد الفقد .. أبدا . أحبّك بطريقة أن فقدك يدفعني لفعل أشياء كثيرة أتقدم لا أتوقف.. أحب الحياة أكثر لأن فقط ما حييت أنا سأستطيع  أن أحبك  .. أخبرتك بأن روحك خرجت منك إلي ، أشعر أن أي أبسط ردة فعل أفعلها أفكر في ماذا لو كنت أنا أنت .

عزائي الآخر دعاء الصحب وعزاؤهم ودعاؤهم ، فكرة أن تجد الكثير من الآخرين غيرك تجلس لتسمعك بكل حب وإنصات.. دون ملل أو كلل .. و إن لم تتحدث ستسمع صمتك وحزنك وتفكيرك .. وبكاؤك وتعبك حتى  ، ستُنصت بهتمام إلى كل شيء يصدر منك .. أدركت أخيرا ، نحن نحتاج الناس .. ربما ليس دائما لكن نحتاجهم كتسخير من الله ، يسخّرهم الله  لينفخوا على هذا الحرق .. وإن كان النفخ ليس دواء لكنه يخفف الوجع في قلبي .. سخرهم الله ، أهل من حقي أن أرد هذا التسخير ؟ لا بل الحمدلله ..  ،

الكسر مع القوة والخوف بالإطمئنان ، هذا كل شيء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق