السبت، 7 يناير 2017

التعرف عليّ بدونك .. الرسالة الثامنه ..


السلام عليك..  .. السلام على قلبك الوسيع ، السلام على ابتسامك الدائم .. السلام على عينيك السوداتين  ..السلام على روحك الدافئة  .. و رحمة الله على قلبي الحزين على فقدك .. حزنك الجميل خلّف من بعده قلباّ لا يهدئ ، و عينين لا تجف ، و صوتا حزين ..

. لا أُلهي نفسي عن شيء آخر و لا اريد للوقت أن يمضي . دائما ما كان في صوتك شيء من الحزن ، العزّة .. و العزلة  ، .. أتذكر صوتك جيدا الآن  حين أسمع صوتي ، أغنيّك على أوراقي و كتبي .. وللسماء و قبل النوم . ..
بدأت اليوم فهم  أنك لن تعود .. توقفت عن البحث عنك ..وفكرة الاعتياد على فقدك
أحبك كثيرا أبي ..أحب أيامي معك و كل الأوقات العادية التي قضيتها معك ،
 عشت عاديا ، زاهدا.. غدك يأتي و معه رزقه  و أمسُك يمحوه يومك الجديد  .. هذا كل شيء   ،
توفيّت محبوبا .. ، قلبا رضي وروحا سعيد ة.. و حولك نحن .. أطمعتنا ما في يدك .. و علّمتنا كل ما عندك  .. و أرشدتنا إلينا .. أحسنت إلى الفقير ..وجبرت خاطر المكسور .. وواسيت الحزين .. وآنست الصغير .. لم أر يوم السخط في عينيك ، و لا العبوس على وجهك ، بسيط و قريب ، حزنك يخفيه فرحك ، و رضاك على سخطك ..
 أو هل تيأس  أو تنكسر أو تضيع بنت  من صلبك أنت ؟ أبداً ..
ما عودتني الفخر فيك بل بي ، لذا ها أنا الآن أخبرك أن تطمئن علي ، إلى آخر يوم أتنفسه .. الحمدلله
حتى لو كان هذا الكسر فيك أنت ,, اراه الآن يُزهر .. و إن كانت جراحي رطبة سيشفيها ذكرك و دعائي  .. و سأعيش يومي بكل مافيه بقلب راضي و لسان حامد .. مثل ما تفعل ..

 كنتُ أسأل الله دائما أن لاتتألم .. أدعو اللهم أحملني تعب أبي .. لا تؤذيني في أبي  .. كانت رؤيتك ضعيفا ، تميتني أنا ..
إذا كنت مرتاح .. في سلام .. فعزائي هو ذا .. أن تكون بسلام .. الكل حزين فيك .. من عامل البقالة الى الحلاق ، الخباز و بائع الخضرة  الى الخادمة الى إخوتك إلى إخوتي و إلى غرب لا أعرفهم .. و غرب أنت تعرفهم .. ثم أنا التي أواسيهم لأسمع صوتي و أواسيني ،..


بدأ عقلي إدراك أنك لن تعود ..و قلبي بدأ يحفظ تفاصيلك .. و يدرسها بجد .. حديثك و ردات فعلك ..مكانك في قلبي هو مكانك .. سأعتني بك .. مثل ما أفعل بقلبي ,،
..
أعتقد أن رحيلك .. هو بداية مرحلة جديدة لحبّي لك  أريد اليوم و بشدّة أن أصل إليها ، و أتعرّف عليها ، اللهم سخرني لأحبك ..
 مازلت في قلبي حيّ .. سأتعرف عليّ .. سأتعلّم كيف أحبك فيها ..أُحب ما تحب .. و أفعل ما تفعل . أول مرّة أشعر فيها بهذا القدر من الوحدة .. و الحنين ، لكن سأتعرف على ذاتي الجديدة ..سأفتح صفحة جديدة من كتابي ، صفحة أنت لست فيها لكن كل سطر يشير إليك .. أنا أنت .
السلام عليك .. و الرحمة ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق