صباح الخير .. 9:38
أعددت لك العصير مثلما تحب ، ومازلت أعد ساعات اليوم .. حتى أستطيع كتابة رسالة أخرى ليوم جديد . كل شيء يتعلّق بك بطريقة مباشرة أو لا ، كل الكلام يؤدي إليك وكل الطرق تفعل ..كنت أسأل نفسي ليلة أمس حين أطفأت النور ذاهبة للنوم .. عن " أينك الآن " .. و عن ما إذا كان مكانك مُظلم أم لا .". أنت لا تحب الظلمة .. هل سأشعر بك دون أن تفعل أنت .. وهل أنا التي سأفقدك دائما... هذا الثقل كبير ومرهق. لا تمرّ اللحظة دون أن أسأل نفسي مالذي تفعله الآن .. اعتقدت أن كل الأمر سيتحسن لكنه يزداد سوءا ،
أتمنى أن أذهب مكان بعيد جدا .. جدا، أيِّ مكان بعيد بما فيه الكفاية أن لا يصلني فيه أحد.. أن أُنسى .. مثل فكرة عابرة أو حدثٍ غير مهم . أنا و حزمة أخرى من الرسائل الفارغة التي لا نهاية.. ، أنا ورسائلي ..نقابل بعضا ، حزينة هي رسائلي مثلي .. لأنك لن تقرأها . مالفائدة من الرسائل التي لا يقرأها أصحابها ، مالجدوى من ذلك ، وكأني انتظر كل يوم الغد حتى اكتب رسالة أخرى ..، لا أحد يفهم هذا الضجيج الذي لا يسكت ، فقدي كبير يا الله .. أكاد أفقدني معه ..
لا شيء سيعود كما كان . كل شيء مختلف يا أبي.. حتى الذين لا يعرفوني أو لم يروني .. عرفوني.. والذين نسوني تذكروني ، والذين فلتوا يدي عادوا مسرعين ليمسكوها .. أبدو واضحة جدا ، .. هذا الوضوح مُتعب ، يعني وكأني في عالم مختلف عما كنت أنت فيه .. وكل الأضواء علي .. كل الناس تنتظر وتترقب مني بدأ العرض أو مسرحية أنا ما اعتدت دورا رئيسيا فيها .. أنا مجرد ممثل بديل .. اعتدت ذلك انا ، و أتقنته جيدا ، كيف سأبدأ عاماً أنت لست فيه ..
لا عليك مني ، سأتعامل مع هذا الأمر .. و سأعيش هذا العام دون أن أبدئه .. ، وأحل كل مشاكلي معي ، وإن لم أفعل فلا فرق ..لا فرق عندي من بعدك .. لا شيء يستحق العناء .. لا فرق عندي أن مضيت أو لا .. إن تحسنت أو إن لم أفعل .. لا فرق بين الليل والنهار..الشتاء والليل .
أخبرني عنك أنت .. هل أنت مرتاح في عالمك ؟ أتمنى لو أستطيع فعل شيء .. أو ما إذا كان بيدي حيلة ما ، تجعلك مرتاحا..آنسا..وسعيدا ، هل يمكنك رؤيتي من هناك .. مثلا لو لوحت يدي للسماء ، هل ستراني ..أم أنها مزيدٌ من الأشياء التي أفعلها من دون جدوى مثل ما أكتبه الآن .. لا أستطيع التوقف عن كتابة الرسائل و التلويح و إعداد العصير .. ، لا تملك أدنى فكرة عن مدى مشقّة أن أحمل فقدك في قلبي دون أن أعبّر عنه .. لذلك لجئت لكتابة الرسائل و فعل الأمور التي اعتدت ان تفعلها ..،هذه الأمور مسكنا فعالا لقلبي الذي لا يهدأ من الضجيج .. أخاف إدمان تلك للمسكنات.. أصبحت انتظر الغد حتى اكتب أخرى ، لم تعد تكفيني رسالة واحده ولا تلويحه.
لكن ، هل لا بأس إن استسلمت قليلا وتمنيّت أن أتوقف .. لوهلة حتى لو كانت ساعة .. هل لا بأس أن لا أكون بخير لفترة قصيرة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق