الجمعة، 20 يناير 2017

اليومُ الحافل !

أُحِب عالمي الصغير () .. الهادئ الممتلئ ..
نفسٌ طويل ، و كأنني قطعت شوط ركضٍ طويل ، اكتب التدوينة، الآن ، بمشاعر فرحة أن أعود لعالمي الحبيب ، العالم الدافئ ، آكل البطاطا أنا و أختي ، بعد انتهاء يومي المكتض من الناس ، ضحكات الصغار ، تضجّر الأكبر من الدراسة ، إخوتي و أمي ، و عائلتي التي تقترب جمعة أكثر من جمعة من بعضها ، حتى تعوّض المكان المفقود .. لاحظت هذا الإقتراب .. كثيرا ولمسته بقلبي ، يضحك السعيد ليبتسم الآخر .. ويفرّغ حزنه الحزين ليلتهمه آخر .. و يتكئ الوحيد على كتف أحد آخر ..،

اليوم مليء بالحب الصحب و العائلة ، حصلت على دفتر تلوين من أخي ، و سينابون من صاحبة قلبي () .. لا أعرف ، ربما الأيام الحافلة ليست صديقتي دائما ، 
" اجهاد اجتماعي " و شتّان ما بين ليلة الأمس التي اسمع فيها صدى صوتي ف  المنزل و ليلة اليوم التي لا أستطيع فيها سماع صوتي ، لكن لكلّ منهم ذوق مختلف ولو اني انحزت الى الأولى لكن الثانية هي زادها ..
يعاملني بعض الآخرين برفق زائد و آخرين لم يتغيروا .. انحاز للآخرين بالطبع .. حتى لو كان زاد الأوليّن حبهم ل، ما أنا متأكدة منه ، أن مكاني في هذي الحياة لا يجب أن يكون دورا رئيسي ،أحب أن أكون اللوحة لا المعرض ،  موسيقى الخلفية لا الفيلم ، العازف لا المغني . كاتب القصة لا الراوي أو الممثل لها ، 

إحدى صديقاتي وصفت اليوم نفسها بأنها - أسوء صديقة - لأنها لم تخرجني مما أنا فيه ، لكن الواقع بأن هذا ليس ما أحتاجه .. كل ما أحتاجه لإخراجي هو أن أخرج في الوقت الذي تدرك فيه نفسي أنني مستعدة ، أن أخرج بنفسي وأنه لا أحد -للأسف - يستطيع أن يخرجني مالم أفعل  ، كل ما أتمنّاه أن يبقى ها العالم الصغير بمن فيه بخير ، أن يبقى كل شيء على ما هو عليه ،أشعر بلإمتنان و الأمان لأخرج بعدها.

أن تحصل على الكثير من الإخوة و الصحب  لا يعني تماما أنك لست وحيد أو محظوظ ،الموضوع يقتصر على مفهوم الوحدة عندك  ، لو تمكن كل منا على أن يرى الوحدة بالمعنى الصحيح  سيشتاق إليها كما أفعل ،تشبه الوحده لون القلب دافئة و هادئة ، لا صوت غير صوتك و لا حديث آخر ..
يقول كامو " لن تكتبوا بهذا القدر من الوحدة لو كنتم تعلمون كيف تستفيدون منها إلى أقصى حد " ! ..
أن تعود لنفسك لا يعني سوء الناس فأنا الأكثر حبّا لهم  .!  لكني تربيت معها .. اعتدت مثلا المذاكرة معي ، و الحزن معي و الحديث و التسوق بمفردي .. و ممتنة لذلك  .. الآن فقط  صرت أعرف ما أريد و ما لا أريد وما أحب و ما لا أحب اعتقد أني اكتشتفني في وقت مبكرة وهذا عامل  من العوامل المساعدة ،  أني لوحدي ،
 لم يخبرني أحد يوما أن عليّ لبس هذا أو هذا .. و المرّة الوحيدة التي شاورت أمي فيها قالت " اسمعي صوت قلبك  لا تسألين أحد " .، فتحتّم علي بعدها أن أجرّب كل موقف وكل حدث و ألمس بنفسي ، أن أفهم أن ذوق الآخرين ليس ذوقي و مبادئهم ،. رأيهم ،  واعتقادهم عني ليس تماما هو أنا ،  .. تحتم علي أن أبني هذه السارة  لُبنة لُبنة ، بمحصلة كبيرة من الفشل والسقوط والتوقف ،المعرفة ،الحب .. الرضا و الطمأنينة .

ختاما ،
أُحِب أن أشكر أصحاب السفر وهم ثلاثه : 
أولهم :  من شاركني فرحي و ترحي ، انطفائتي وضوئي ، وكل أيامي - و عددهم لا يملؤ أصابع اليد الواحدة - إلا أنهم كانوا بمثابة عالمٍ كامل في عيني ، إنهم في قلبي أحفظهم .. مثل دعاء جميل . 
ثانيهم : من شاركني فرحي دون ترحي أو العكس . فمع هذا تعلَّمت كيف أقف جيدا ، في كلا الوقتين وأن لا أسأل أو اعتب عليهم .:من جاء فمن قلبه ومن لم ، فيكفيني ، حاله الخير . و أن لم يأتي منه إلا خيراً وهو حبيب في قلبي أيضا  .
ثالثهم : من تركني و التفت وصدَّ ، فقط بهم تعلَّمت  وأثبت لي أني لن أتوقف حيث تُركت  ، و أن أكفَّ عن بحثي المستمر عن أشيائي التي فقدت ، و أركز على الطريق لا عن تفقد الأمتعة ،.. 

الخميس، 19 يناير 2017

خطاني الحزن

خطانا الحزن ، وفقد العزيز ، والضحكة الكذابة .
بدأت اليوم متأخرة ، و أن أبدأ يوما متأخر . يعني أن العجلة والوقت المحدود سترافقني ، الصباحات المتأخرة  ثقيلة علي  .
- فوبيا أن تكون متأخرا - ربما..
المهم في السيارة بدأت التصالح مع الطريق مرة أخرى ، أعدُّ كم عامودا وشجرة سألتقي اليوم ،
- كم شجرة تبعدني عن الطريق الذي ودعت فيه ابي آخر مرّه ؟ سبعةٌ وعشرون شجرة .. على أن أمشي على قلبي و أمضي ، أن تمتعض معدتي وأتقلّص من جديد ،
أصبحت أفتقد هذا الشعور ،
هل يشتاق المرء إلى ألمه ؟ إذا كان حزني هو أنت فكل شيء منك على قلبي حبيب .
أحفظك في قلبي و مطمئنة بك . بعد هذا التقلّص ، وقفت على مفترق طرق ..
الأول : أن أتوقف ، استسلم ، أدخل في أيام عزاء - غير معدودة - أن أعود إلى المنزل و أعلن حدادي أنا .. حداد فقدك أنت .. وحبُّك أنت ، و وجودك أنت ..وصوتك أنت .. لكن لا أعرف كم يتطلب أمر أن أقبل ذلك .. ربما إلى الأبد !
الثاني : أن أقف من جديد ، تكون معي مرة أخرى ، ولا أتوقف عن تذكرك ، أو حبُّك أو حتى الشعور بك أو مناداتك .. أن أتمسك بهذه الحياة لأني نبتتك التي زرعتها فيها قبل أن ترحل ..
و إن كان ذلك سيجعلني دائما متأخرة ، بعيدة ..ووحيده.. لكن سألت نفسي ، ما سيحدث بعد ذلك . أن أصل متأخرة ؟
أن أتوقف ألف مرة في يوم واحد . وأنت معي ، خيرٌ من سنة سريعة تمرّ بدونك ..
الوقت سينتهي ، سيمرُّ شئت أنا أم أبيت ، ولن يشعر أحد بما أنا فيه وليس -ذلك بخبر أسود - بالعكس إنني كلما رأيت قلبا يضحك ، أدعو أن لا يطرق بابه زيارة للموت . و  أفرح بأفراحهم .لأن لي من الحياة الكثير من الضحك والفرح و أخذت منها ما قلبي به راضٍ .
و سأصل أنا .. لا بد أن تكون هناك نهاية ما .. حتى لو كانت بداية لأخرى ،..أن يكون في حوزتي أنت وما قدره ربي معك .  سيكفيني ويرضيني .اخترت طريقي الآخر بالتأكيد .. خطاني الحزن .. وبقيت أنت . وأنظر إليك . معي .. وهذا كل شيء. .

الأحد، 15 يناير 2017

يومُ عزاء * الرسالة الحادية عشر "

كم يبدو مكانك جميل في قلبي اليوم ..
هل أنت سعيد اليوم .. أعني هناك ، هل أنت مرتاح .. مثل ما أنت في قلبي ..، امشي على نفس الطريق الذي تمشي عليه .. أعدّ الخطوات التي كنت تمشيها وأفعل .. انظر إلى صدر المجلس كلّما جلست هناك و أضمُّ شالك البني كلّما كسرني شيء آخر ،

 يقول الآخرين بأني أصبحت أكثر حساسية لمّا فقدتك.. لا أعرف هل هذه بشرى سارّه أم لا ، ولست متأكدة من دوام هذا الحال بي ..لكن قلبي يبدو شفافا لدرجة أن تكسره نبرة صوت و تجبره ضحكة طفل .. مثل الماء ... تماما . 
 لكني عرفت من بعدك ماذا يعني الموت ، بعد أن لمسك أنت  .. فهمت الفكرة اليوم .. الآن فقط أدركتها بعقلي ماذا يعني الموت..عرفت أنها كبيرة لدرجة أنها مثل استكشاف جديد كل يوم ،كأنك تموت كل يوم لمّا أتفقد صدر المجلس ولا أجدك فيك ، استكشف كل يوم شعورا جديد ، بعضها يفقدني صوابي ، لكن شعور اليوم جميل ، تربت على قلبي . و تضمّني فيه ، كأنك تخبرني قصة قديمة عنك .. و أنا استمع لك ، أنت تعرف أني ضيَّعت القصة لأَنِّي سرحت ،  لكنك مستمر في السرد .. ، لأَنِّي منسجمة في شيء ، أنت لا تريد أن تكون من يقطعه ! ، وحدك تمنحني الضوء والمضيء ، وحدك من يجعلني أُزهر  ..
فهمت بعدك أني حين أسقيك لن تنبت مرة آخرى ، و لمّا أحادثك لن أنتظر إجابة...
لكني أشعر بك ..مازلت أشعر بك .. ، أحس بفرحك وترحك.. تبدو موجودا جدا لدرجة أني أفهم ما ستشعر به كما لو كنت بجانبي ،

عزائي فيك .. أنك جميل .. قلبك جميل ، حاضرك جميل ، ماضيك جميل .. صوتك وعطفك ،
.. يا رحمة الله لي .. يرحمك إلهي و يبقيك حيّا في قلبي  ما دام ينبض ..
سأعتني بك جيدا ، مثل نفسي . 
أُحِبّك .

الخميس، 12 يناير 2017

يوم جديد

يوم جديد آخر .. أبدأه 
الخميس ، السادسة صباحا .. غرفتي شبه مهجورة.. وكل يوم ينتقل شيء منها إلى غرفة أمي من دون قصد .
أن أُشارك أمي الغرفة يعني .. بأني أسمع صوت مذياعها كل دقيقة .. وعدد تسبيحاتها في الليل والنهار و الصلوات و بعض من الإختلافات التي لا تنتهي .. أنا و أمي الليل والنهار..، كل يوم موضوع جديد ، لا أفهم كيف انسجموا " هي و أبي ، لكنها ربما الإختلافات المكمّلة  "  ،   لكنها أمي ، وقلب الأم لا يفهم شيء في الإختلافات  ، قلب الأم وحده هو الذي سيحب اختلافك وينصفه.. ويحب ما يكرهه فيك .. لأن قلب الأم خُلق ليحِب ما يحب وما يكره ..
أيقضتني للصلاة.. ولأستعد.. رائحة أيامي القديمة يوم كنت طفلة ،  عادت ..
 ترتيب المنديل بجانبه المصروف وعلبة ماء ، عادت لكنها عادت إلي وأنا كبيرة جدا  ،
أن يختفي من يحضر لك الحلوى ويذكّرك في كل مرة ينظر إليك فيها بأنك صغيرته العزيزة ،يعني بأنك كبرت جدا  ، ربما أني كبرت ، و لم أدرك ذلك .. لقد نسيت ذلك في عين أبي ،
 لكن صدر أمي مازال يسعني  ،
كل يوم أصحو مع هذه الفكرة . عين أبي لن تراني مرة أخرى ..
 هل يستطيع أحد أن ينظر لي  حتى ،
 دائما يتكرر سؤال الناس لي 
" سارة لماذا تختفين فجأة ؟"
.. لأني أتمنى ذلك..




بعد الإختبار ، .. قصدتني إحدى صديقاتي أن أُحادثها.. كان هناك شاغل يشغل  بالها.. وبكل رحابة وحُب أنا معها أصغي لها ، ما أذكره أنها منزعجة ، لأنها جيدة  مثل كل الناس والآخرين لا .. ليسوا جيدين مثلما هي .. 
. فجأة تغيّر علي العالم الذي كنت أصغي فيه إليها ، ‏
ولم يبعدني شيء عن العالم كما أبعدتني عواطفي، أني قد أتجاهل كل الناس وأتفجر رحمة على نبتة وحيده.
أصبحت أنظر للأرض بكل إصغاء لها انحنيت..نسيت نفسي و صديقتي توقفت لا أعلم إن خجلت من موقفي أم أنها تفهمت بأني أقوم بواجب إنساني تجاه النبتهة .
 أخبرتني النبتة بأنها تكترث ؛ أنها تُحب الحياة ، وأن
المكان لا يهم ..طالما أنها ستبقى على قيدها ما استطاعت إليها سبيلا ..






نبتة أُخرى ..
أنا اهتم - أخبرتها- .. 
يمكنني رؤيتك.. الآن .. 
ألمسك وأنحني لجمالك.. كم أنتي قوية ورقيقة.. كم أنتي ثابته وصغيرة .. أنا أكترث لك ،  .. اسمحي لي مساعدتك .. أسقيتها الماء .. ابتسمنا لبعضينا.. مثل صديقيني يودعان بعضهما. إلى لقاء آخر ..




أخبرت الاخرى  ..كم ستصبح شجرة كبيرة 
 أصلها ثابت وفرعها في السماء،
 ستقصدها الطيور كل يوم وتبني أعشاشها على غصونها. مثل وطن آمن . 
ويتكئ عليها العابرين ..
 وستخبئني  تحت ظلها و إن لم يلحظ أحد .
 المهم أن تبقى ثابته وسالمه وجميلة .. 







الجدار المتصدع أيضا : حزين و يتألم .. الأصوات التي يسمعها لا يستطيع فهمها ولا تمريرها من خلاله .. يبدو ثقيلا وكاهلا ويريد أن ينقض ..  اقتربت ومررت إصبعي على التصدع ..
انظر ، يدي خالية من الحيل حتى اتجاهي أنا ، لا أستطيع إصلاحك ،.لكني أشعر بك ، قلبي يستطيع أن يلمسك   و أعرف الآن تماما كيف تشعر ..أستطيع أن أعتني بك .. وتستطيع أن تتكئ علي أو تضع كل حملك علي صدري   ، عليك أن تفعل ذلك .
لطالما تمنيّت أن تكون عندي قدرة خارقة ، على أن ألمس الأشياء الحزينة لتُشفى و المكسورة لتُجبر .. و الثقيلة لتخف .. و الباهته إلى ملوّنه .. لا يوجد مثل هذه القدرة .. في أرض الواقع - أنا آسفه - لذلك أخترت أن أكون كل شيء  و اي شيء آخر غير ذلك  .


النافذة المنبثقة للضوء ، للسماء ، للهواء والقمر .. لماذا هي الآن مغلقة تسأل كل شخص -نفس السؤال -
لا أحد يمكنه سماعها . لم تفهم بعد  أنها لغرض آخر .
وأن لا أحد سيتفقد ما إذا فُتحت  أو لا ، إلا في حال كان الطقس في الخارج جيد ..  أو أن مذيع الأخبار الجوية لم يحذرهم عن فعل ذلك.. كانت وضيفتها أن تنتظر الوقت المناسب حتى يسمحوا لها بأن تتنفس ..
من سيفتح النافذة هذا النهار ؟ أسأل السقف ..

السقف كل يوم يقترب .. !
دائما ما شعرت أن الأسقف تغش ،  ..لماذا تنزل و كأنها تنوي أن تنطبق علينا ، هناك شيء ما تسلبه من الهواء، الخفّه ، الحقيقية والحياة ..أن تأخذ منا الشغف و الإلهام ..
 تجرد منا الحياة ..مثل   تغيّر لون الشعر  . رقص النباتات.. و صوت  قلبك الذي يذكرك بأنه ما زال ينبض..
ماذا تفعل الأسقف بنا ؟ يبدو كل شيء جامدا وثابت و كأنه عالم " دُمى " .. ..
 مالذي  فعلت  لنسمات الهواء ورائحة الشتاء ..وتقلّب السماء ..

سمائي
‏مشيت إليك لأني خفت من  عبِس الأيام في وجهي، 
مشيت إليك لأني أرفض تشابه الشهور والسنين ،
مشيت إليك لأن العالم بأكمله؛ انظر له من نافذتي إليك ..
مشيت إليك لأنك وسيعة.. وسيعة للحد الذي لا يمكن أن تضيق فيها علي ..إن المشي إليك خفيف ..
لا أسمع وقع خطاي ، و لا المسافة بيننا طوية ..
أشعر دائما  وقت رؤيتك ، كمن ينظر إلى وطنه
و يحن 

..

(تمت )




الثلاثاء، 10 يناير 2017

الرسالة العاشرة ..

أسمع ترتيل صوتك في أُذني ، وكأنك بجانبي ، خفت الإلتفات لأني أعرف  بأني لن  أراك.. تبدو قريبا جدا . ترتل سورة الفجر .. أبحث عن قرآنك افتحه أجد الوسم على نفس السورة ، من سيحب الأشياء مثلك للأبد ، حتى وأنت ميّت  في قلبي حي .. مازلت تحبّها.. وتحبّني.. أعرف قلبك أشعر به أنا .. أفهم كيف تحب الأشياء .. ، أكملت الآيات عنك .. على نفس لحن صوتك الحبيب . اقشعّر أكمل جسدي  ،
( يا أيتها النفس المطمئنة ● ارجعي إلى ربك راضية مرضيّة )

قرأتها خمس مرّات.. وقلبي حين يحدّث الله عنك لا أتحكّم بما أقوله ..يبدو الكلام صادقا لدرجة أني لا أذكره ولا أصيغه..لا   الوقت ولا المكان ولا من حولي ..أشعر فيه ، أبدو في مكان آخر وبعيد، مكان ليس فيه غيري وغيرك ..مع الله ..
لم أنظر الطمأنينة يوما مثل ما رأيتها في عينيك .. ، لم أحس بالرضا مثل ما لمسته في قلبك ..، لا يهم السقف ولا المكان الذي جمعتنا فيه .. ولا الماديات التي لم تعني لك يوما شيء .. كنت سعيدا فينا لدرجة أن لا تهتم .. بمكانتك أو صوتك أو حتى سمعتك عند الناس. لم تكن تهتم بشأن أحد غير هذا العالم .. بعالمك أنت .. ، علمتني كيف أرضا.. قبل التفكير ، فرضيت لما كان فقدك شيء أكبر من أن أفكر فيه أو أتخيله.. يا فقيد قلبي .. لتطمئن روحك ، وتبقى في النور دائما  ، أأريد شيء  من الدنيا غير ذلك ؟..
أتظن بأني أهتم لما أشعر فيه .. و ما فقدته أنا .. كل ما أريده .. هو أن تضحك روحك دائما .. أن تطمئن كما عرفتك .. و أنا سأُبقيك في قلبي .. و أكتب لك .. و أتحدث عنك .. ولا أتوقف عن أن اغمض عيني لأتخيلك في قلبي .. أستطيع أن أفعل ذلك للأبد .. 

الاثنين، 9 يناير 2017

صفحة جديدة !

أقف صباح اليوم .. أمام غرفتي .. لم أرها بهذه الفوضى قط ..ولم أدرك وصولها لهذه المرحلة إلا اليوم ..  أعتقد أنه آن آوان التخفُف من كل شيء ..  من البريد إلى برامج التواصل إلى المحادثات إلى الغرفة والمنزل بأكمله
 ملفات لا أحتاجها وملفات نسيت لم هي موجودة أصلا .. كتب لم أُحبها و أوراق لا أذكر عمّا هي أصلا. لا أفهم لم يحتفظ الناس بأشياء حيطةَ أن يعودوا لها يوما ما ليتذكروا .. ؟ .. لم نحتاج لشيء يذكرنا ؟  .. إن حقا نبضت قلوبنا فيها  للمرة الأولى  .. فلا حديث الليل يمحوه النهار ولا النهار يمحو الليل ولا دهرا يمحوا دهر . 
. دائما ما كنت أشعر أن كل شيء مادّي يوازيه ويشبهه..شيء حسّي.. وكأنني ألعب لعبة توصيل كبيرة ..أحُبّ وصل الأشياء  .. مثل أبي و البحر  و أنا والقمر .. وأُُمي و النهار .. و المزيد المزيد .. لذا حين أرى الطريق لا يبدو طريقا فقط .. لافتات الشوارع والأضواء..ليست شيء أمرّ فيه .. بل شيء أحسُّ به .. أصوات الهواء .. و اللا صوت .. كل شيء يشبه شيء ما .. أنظر لكل الجوانب في قلبي . 
حين ينظر القلب ويؤمن، لن يهزّه ألف ذكرى وتعثّر....
بعض الأشياء تبدو مثيرة للسخرية لكني مؤمنة فيها .. مثلا أخبر صاحبتي بأنها تشبه الكيوي ! ..



أيضا أرسم شخصيات من حولي بهذه الطريقة .. فلما أفكر في رسم شخص .. أرسم شيء آخر لا يشبهه .. لكنه مثله ..
أن نتغيّر لا يعني بأننا متناقضين.. أن لا نشبه بعض  لا يعني بأننا مختلفين . 
من جهة اخرى.. أن نفقد الأمل لا يعني بأن ينطفئ الإيمان.. ولا يعني بأن الأمل لن يعثر علينا مرة أخرى .. في يوم ما .. نقف تحت السماء نخبرها بأن الأمل لم يخيبنا هذه المرّه ، وأننا لن نتخلى عنه .. زرقاء كانت أو كاحلة أو حتى غائمة لا يهم سنرقص تحت الأزرق ،ونقفز فرحا للغائم حتى تمطر، ونضيء في الليل .. ونفرح مرة أُُخرى.. نحن من يتشكّل في الفراغ ويتكيّف .لا الفراغ من يشكّلنا..و الذين لم نكن يوما شيء يشغل حيز .. بل نحن الفراغ والحيز هو من يتشكّل فينا 
 ‏تمامًا كالأطفال؛ نركض لمصدر السعادة .. ونهرب من المتاهات  خوفا أن نضيع في متلازمة المنتصف ..ولا نجد طريق العودة ولا الوصول ..مازال شيء فينا لا يكبر .. مازلنا نتتبع نبضات قلوبنا مثل العلامات .. وكل مرة نحاول فيها فتح صفحة جديدة ..نعيد كتابة نفس البداية التي قبلها  .. مالخطب في صفحات الكشكول ، ما المشكلة في المسودّات ؟ولم يفترض أن نغيّر الصفحة بعد أول . تعثّر.  ينتهي حال  دفاترنا مليٌئة بصفحات فارغة ، ونصف حروف لم تكتمل 
لم لا نعطي القصة فرصة لتكمل تصحيح ذاتها .. و نتوقف عن بدء الكثير من  الأمور الجديدة  .. فتضيع أرواحنا وتتشتت بيننا وبيننا  .. ليس المهم أن نكتب قصة خالية من الأخطاء .. أو مثالية ، لنتوقف عن صنع الأشياء المثاليه ، تبا للمثاليه  ..العالم ليس مثاليا ولا الإنسان ، كل مثالي مبتذل ، المهم  أن نكتبها نحن بكل ما فيها.. أصواتنا التي لم تخرج و حروفنا التي لم تُقرأ وقلوبنا التي لا نملكها قلوبنا التي تتخلى عنا ليمتلكها من نحب ويسكن فيها  ..، ليس المهم ما تنتهي عليه القصة.. المهم أن نجد أرواحنا في النهاية .. أن نلتقي نحن ونحن  ونحب كل انطفاءة وضوء .. كل تعثّر ومضي .. و أن نكتب النهاية كما هي ..  وحين نعيد قراءتها تبدو حقيقة .. ألا نترك القصة على الرف..


الأحد، 8 يناير 2017

الرسالة التاسعة

سأتوقف اليوم عن إخبارك بأنّي افتقدتك .. هذا الطرف في قلبي المسئول عن ذلك اعتاد على إشتياقي لك ..، كل يوم أتنفس و أنوم و أشتاق إليك ..
ثقلي اليوم ، هو في الخروج  من مكانك .. كل مكان غير البيت ضيّق علي ، أشعر بأني صغيرة جدا ، و كأن قطعة من روحي مفقودة في إحدى زوايا البيت ، كأني نصف شيء ، أختبئ حتى من ظلي ، الخارج ضيّق علي ،  لا يسعني شيء ، أريد أن أخرج مني ، لكن كل ما أفعله .. هو التخفي .. ، روحي متعبة ربّما .. و صوتي لم يعد .. ، يختفي يوما و يظهر جزء منه يوما .. لا أحتاجه أنا فمعي القلم ، لكن أنت لم تأخذ صوتي معك أليس كذلك ؟ 
لأني أبحث منذ مدة عن شيء ناقص .. لا أعرف ما هو ..
 ربما يكون أنت .. 
أحاول تقليد صوتك اليوم .. حين تغير إيقاع صوت  الأسم .. أحاول التكيّف مع حالي الجديدة .. التي أنت فيني فيها ، أدرس ساعة .. و أرسمك على الكتاب أربعة ساعات .. هذا على ما يبدو عادلا .. 
البيت لم يخلو منك .. الداخل و الخارج و كُثر .. على أساس أنا لا تتاح لي الفرصة لأشعر بعدم وجودك .. والحال أني لم أشعر بوجود أحد غيرك .. لكني لم أتوقف .. مازلت أجرّ نفسي أنا و قلبي و أنت  و روحي و رسائلك معي .. 

السبت، 7 يناير 2017

التعرف عليّ بدونك .. الرسالة الثامنه ..


السلام عليك..  .. السلام على قلبك الوسيع ، السلام على ابتسامك الدائم .. السلام على عينيك السوداتين  ..السلام على روحك الدافئة  .. و رحمة الله على قلبي الحزين على فقدك .. حزنك الجميل خلّف من بعده قلباّ لا يهدئ ، و عينين لا تجف ، و صوتا حزين ..

. لا أُلهي نفسي عن شيء آخر و لا اريد للوقت أن يمضي . دائما ما كان في صوتك شيء من الحزن ، العزّة .. و العزلة  ، .. أتذكر صوتك جيدا الآن  حين أسمع صوتي ، أغنيّك على أوراقي و كتبي .. وللسماء و قبل النوم . ..
بدأت اليوم فهم  أنك لن تعود .. توقفت عن البحث عنك ..وفكرة الاعتياد على فقدك
أحبك كثيرا أبي ..أحب أيامي معك و كل الأوقات العادية التي قضيتها معك ،
 عشت عاديا ، زاهدا.. غدك يأتي و معه رزقه  و أمسُك يمحوه يومك الجديد  .. هذا كل شيء   ،
توفيّت محبوبا .. ، قلبا رضي وروحا سعيد ة.. و حولك نحن .. أطمعتنا ما في يدك .. و علّمتنا كل ما عندك  .. و أرشدتنا إلينا .. أحسنت إلى الفقير ..وجبرت خاطر المكسور .. وواسيت الحزين .. وآنست الصغير .. لم أر يوم السخط في عينيك ، و لا العبوس على وجهك ، بسيط و قريب ، حزنك يخفيه فرحك ، و رضاك على سخطك ..
 أو هل تيأس  أو تنكسر أو تضيع بنت  من صلبك أنت ؟ أبداً ..
ما عودتني الفخر فيك بل بي ، لذا ها أنا الآن أخبرك أن تطمئن علي ، إلى آخر يوم أتنفسه .. الحمدلله
حتى لو كان هذا الكسر فيك أنت ,, اراه الآن يُزهر .. و إن كانت جراحي رطبة سيشفيها ذكرك و دعائي  .. و سأعيش يومي بكل مافيه بقلب راضي و لسان حامد .. مثل ما تفعل ..

 كنتُ أسأل الله دائما أن لاتتألم .. أدعو اللهم أحملني تعب أبي .. لا تؤذيني في أبي  .. كانت رؤيتك ضعيفا ، تميتني أنا ..
إذا كنت مرتاح .. في سلام .. فعزائي هو ذا .. أن تكون بسلام .. الكل حزين فيك .. من عامل البقالة الى الحلاق ، الخباز و بائع الخضرة  الى الخادمة الى إخوتك إلى إخوتي و إلى غرب لا أعرفهم .. و غرب أنت تعرفهم .. ثم أنا التي أواسيهم لأسمع صوتي و أواسيني ،..


بدأ عقلي إدراك أنك لن تعود ..و قلبي بدأ يحفظ تفاصيلك .. و يدرسها بجد .. حديثك و ردات فعلك ..مكانك في قلبي هو مكانك .. سأعتني بك .. مثل ما أفعل بقلبي ,،
..
أعتقد أن رحيلك .. هو بداية مرحلة جديدة لحبّي لك  أريد اليوم و بشدّة أن أصل إليها ، و أتعرّف عليها ، اللهم سخرني لأحبك ..
 مازلت في قلبي حيّ .. سأتعرف عليّ .. سأتعلّم كيف أحبك فيها ..أُحب ما تحب .. و أفعل ما تفعل . أول مرّة أشعر فيها بهذا القدر من الوحدة .. و الحنين ، لكن سأتعرف على ذاتي الجديدة ..سأفتح صفحة جديدة من كتابي ، صفحة أنت لست فيها لكن كل سطر يشير إليك .. أنا أنت .
السلام عليك .. و الرحمة ..





الجمعة، 6 يناير 2017

الرسالة السابعة .. لعبة الإختباء

لم أتأخر لكنه يوم جمعة ..
و كما تعلم الجمعات في بيتك  على مسماها ، لكنها ناقصة و فارغة من كل شيء  .. أحفادك لا يكفون عن سؤالي .. بابا سعد وين ؟ 
و كأني خبأتك عندي  ..! و أنا أبحث عنك معهم .. لا أدري لم هذه الفكرة المجنونة خطرت في عقلي .. أنا سأبحث عن بابا سعد و
بابا سعد سيختبأ إلى الأبد .. 
أول وجهة هي بابا سعد .. أول سلام هو لبابا سعد .. أول بشارة هي لبابا سعد  ، أول قبلة لبابا سعد .. من الأول الآن ! ..
أوصيت أخي عليّ ؟ هذا ما سمعته اليوم .. الآباء لا يتكررون .. أنت تعرف أنهم كذلك ، قلب الأب لا يتكرر .. و أنا لا أريد له أن يفعل .. أما أنت أو ، لا لا احد ..  ماذا يعني أن توصي أحداً علي !
هل يعني بأن أطمئن .. لا لست كذلك  ، أكون سعيدة؟ .. هل اشعر حيال ذلك بشعور جيد ؟ أن يشعر أحدهم بأنه أنت.. إنها كارثه .. لا أحد هو أنت .. ألا تعرف ذلك ..
 .. لو كنت هنا لغضبت ، لصعدت إلى غرفتي .. و لن أخرج حتى تناديني بالحبيبة .. كما تفعل دائما .. لكنك لست هنا ..  و إن صعدت للأبد .. لن يفهم أحد ..
أحسد أخوتي .. إنهم حصلوا على سنوات أكثر معك ..أنا لم أكتفي منك بعد .. لم أحصل عليك مثلهم .. لماذا لم تعدل معنا هذه المرّه ، هل كانت أمرالوصاية تعويضا ..؟!  ليته ما كان ..

، أجلس الآن كما أجلس دائما و أنا أٌقرأ بجانبك .. لكن جانبك خال .. و لا أحد يسألني عمّا أقرأ .. ، هذه المرة ،ا لا أقرأ .. أنا أدرس  ، الأدب ، .. وليس العربي .. ستعبس أنت  لأنه ليس عربي ، .. خبأت  كتابا آخر .. في حين عبست  أنت .. سأفهم أنا .. و أخرج الكتاب الآخر و أرفع صوتي .. لتقرأ صوتي بكل إصغاء ..
و في نفس المكان قرأت شريط الأخبار .. و أنا لا أملك أي أدنى فكرة عن ما أٌقرأ .. كنت تفهم .. هذا يكفي ..
بعد ذلك رنّ المنبه إنه وقت الدواء .. و أنت سترفض أخذه .. ثم سأجلس أنا و أنت و الدواء لربع ساعة .. أخرى نتأمل الدواء .. و أنا سأتناسى النظر إليكم أنت و هو .. في هذه اللحظة .. أنت ستأخذه ..
لا أفهم كيف كانت لحظات عاديه !
إنها الآن لحظاتي  العظيمة ..

 أنك وحدك من يحلّ محلّك ..  كل شيء يتعلّق بك ، حين فقدتك .. فقدت كل شيء .. أنا في فراغ كبير .. لا أعلم أين ستكون وجهتي .. و لا أفهم مالذي علي فعله .. عالقة بيني و بيني ....المكان موحش جدا .. و يوم الجمعة موحش .. ومخيف .. كانت ابتسامة منك كانت لتصلح كل شيء .. أين أنت ؟  

الخميس، 5 يناير 2017

الرسالة السادسة..

صباح الخير ..  9:38
أعددت لك العصير مثلما تحب ، ومازلت أعد ساعات اليوم .. حتى أستطيع كتابة رسالة أخرى ليوم جديد . كل شيء يتعلّق بك بطريقة مباشرة أو لا ، كل الكلام يؤدي إليك وكل الطرق تفعل ..كنت أسأل نفسي ليلة أمس حين أطفأت النور ذاهبة للنوم .. عن " أينك الآن " .. و عن ما إذا كان مكانك مُظلم أم لا .". أنت لا تحب الظلمة .. هل سأشعر بك دون أن تفعل أنت .. وهل أنا التي سأفقدك دائما... هذا الثقل كبير ومرهق. لا تمرّ اللحظة دون أن أسأل نفسي مالذي تفعله الآن .. اعتقدت أن كل الأمر سيتحسن لكنه يزداد سوءا ،

أتمنى أن أذهب مكان بعيد جدا .. جدا، أيِّ مكان بعيد بما فيه الكفاية أن لا يصلني فيه أحد.. أن أُنسى .. مثل فكرة عابرة أو حدثٍ غير مهم . أنا و حزمة أخرى من الرسائل الفارغة التي لا نهاية..  ، أنا ورسائلي ..نقابل بعضا ، حزينة هي رسائلي مثلي .. لأنك لن تقرأها . مالفائدة من الرسائل التي لا يقرأها أصحابها ، مالجدوى من ذلك ، وكأني انتظر كل يوم الغد حتى اكتب رسالة أخرى ..، لا أحد يفهم هذا الضجيج الذي لا يسكت ، فقدي كبير يا الله .. أكاد أفقدني معه ..
لا شيء سيعود كما كان . كل شيء مختلف يا أبي.. حتى الذين لا يعرفوني أو لم يروني .. عرفوني.. والذين نسوني تذكروني ، والذين فلتوا يدي عادوا مسرعين ليمسكوها .. أبدو واضحة جدا ، .. هذا الوضوح مُتعب  ، يعني وكأني في عالم مختلف عما كنت أنت فيه .. وكل الأضواء علي  .. كل الناس تنتظر وتترقب مني بدأ العرض أو مسرحية أنا ما اعتدت دورا رئيسيا فيها .. أنا مجرد ممثل بديل .. اعتدت ذلك انا ، و أتقنته جيدا ، كيف سأبدأ عاماً أنت لست فيه ..

لا عليك مني ، سأتعامل مع هذا الأمر .. و سأعيش  هذا العام دون أن أبدئه ..  ، وأحل كل مشاكلي معي ، وإن لم أفعل فلا فرق ..لا فرق عندي من بعدك .. لا شيء يستحق العناء .. لا فرق عندي أن مضيت أو لا .. إن تحسنت أو إن لم أفعل .. لا فرق بين الليل والنهار..الشتاء والليل .

أخبرني عنك أنت .. هل أنت مرتاح في عالمك ؟ أتمنى لو أستطيع فعل شيء .. أو ما إذا كان بيدي حيلة ما ، تجعلك مرتاحا..آنسا..وسعيدا ، هل يمكنك رؤيتي من هناك .. مثلا لو لوحت يدي للسماء ، هل ستراني ..أم أنها مزيدٌ من الأشياء التي أفعلها من دون جدوى مثل ما أكتبه الآن .. لا أستطيع التوقف عن كتابة الرسائل و التلويح و إعداد العصير .. ، لا تملك أدنى فكرة عن مدى مشقّة أن أحمل فقدك في قلبي دون أن أعبّر عنه  .. لذلك لجئت لكتابة الرسائل و فعل الأمور التي اعتدت ان تفعلها ..،هذه الأمور  مسكنا فعالا لقلبي الذي لا يهدأ من الضجيج .. أخاف إدمان تلك للمسكنات.. أصبحت انتظر الغد حتى اكتب أخرى ، لم تعد  تكفيني رسالة واحده ولا تلويحه.

لكن ، هل لا بأس إن استسلمت قليلا وتمنيّت أن أتوقف .. لوهلة حتى لو كانت ساعة .. هل لا بأس أن لا أكون بخير لفترة قصيرة ؟

الأربعاء، 4 يناير 2017

الرسالة الخامسة ..


كنت أظن بأني أمتلك يدا خارقة ، يدا تستطيع لمس قلوب الناس ، والشعور بما تشعر به .. كنت أظن بأني أفهم ما يشعرون به ، فبهذه اليد خال لي بأني  واسيت أصحابي الذين أخذ منهم الموت أحبتهم.. لما فقدتك ، عرفت بأني لم أكن أفهم كيف شعورهم.. هذا الفقد أكبر من يدي لألمسه.. هذه الفكرة أكبر من عقلي لأتصورها .. هذا الفقد أكبر من قلبي أن يشعر به .. ، كل يوم أتصوّره ألماً مختلف ..
لن يفهم أحدا غير الله .. عن ماذا أتحدث .. لكنّي حين ابتسم ، فقد ابتسمت لأجلك ..أنت الذي حاولت طوال عمرك أن تجعلني أضحك ، .. وكأنك المسئول عن ابتسامي.. ماحدث يا ابتسام قلبي قد بحثت الحياة  عن أكثر شيء لا أستطيع العيش دونه ، ثم  سلبته مني ، في غمضة عين ..
 هل سأتوقف عن العيش ؟ أبدا.. سأبقى .. لن تهزمني الحياة فيك بل سأفوز أنا بها فيك .. ثم سأصل يوما فيه أضحك لها كما علمتني أنت .. لن انتظرها تضحك ..سأُبادر أنا لأصل إلى أوقاتي الجيدة بك ومعك..إن النقطة التي سأتخلى فيها عنك أو أنساك سأتركني فيها معك   ..
سأخبر أيامي الجيدة وقتها ..عنك ، وسأعيش أيامي هذه   أيضا بكل ما فيها .. سأفتقد صوتك عند صلاة الفجر تنادينا ، و الساعة الثالثة مع صوت مذيع نشرة الأخبار..  .. لن أتجاهل أي تفصيل .. سأعيش بك ما ستطعت.. و أنادي اسمك ما حييت ..

حبيبي أبي ،  جميل جداً أنت ،.. حتى وأنت لست موجودا.. ذكرك جميل ، والتفكير جميل ، كل شيء يخصّك جميل ..حتى أني لا أذكر يوما أحزنتني فيه.. من الطبيعي أن تحزنني أو نتخاصم  من أي موقف .. لكن لا يوجد  واحد .. كنت بلسم .. دائما ، وجهك لا يصدّ وقلبك وسيع .. أخاف من بعدك أن تضيق الدنيا علي .. أخاف من بعد قلبك أن لا أجد مكان يسعني.. لكنك رحلت على أي حال ..، وبعيدا عن ما هو حالي بعدك .. فقد تركت لي حبّا ، لا أعتقد بأن هناك أثمن من ذلك .. أفهم وأعرف أن طريقك هذا لا عودة فيه .. و أن كسر سيجبر ، و لوني سيعود و حزني سيخضر ، هذا الطريق لا عودة فيه ولا حتى  توقّف.. 

الثلاثاء، 3 يناير 2017

الرسالة الرابعة .. الخطوة الأولى

ليست سهلةً يا أبي ، وكل أسبابي في  أن لا أنهار هي أنت ..أحيانا تبدو فكرة الاستسلام والسقوط فكرة جميلة في عيني ، حين أنظر إلى الأرض مثلا أشعر برغبة جامحة  في أن أسقط..
هكذا بكل هذه الأمتعة والقلب دون توازن أرمي نفسي أرضاً.. وأفقد السيطرة علي  ، ..
لكني أتذكرك وحين أفعل ..أشعر بالخزي مني ومن ضعفي ..
أريد أن تسمعني.. أدعو أن تسمعني فقط .. هل تسمعني ؟ هل تشعر بي ؟

أنا أدفعني الآن كثيرا لأنك أنت أنت ..بل و أدفع أخوتي معي .. كأني أنت ، تصوّر كم يبدو هذا شاق ومُتعب .. لكني أدركت أنها الطريقة الوحيدة لأحزن حزنا يليق بك حزنا غير عادي ، حزنا لا يموت بالنسيان ولا يخف بالإستسلام .. حزنا تفخر به ،
كم أتمنى لو خبّئتني تحت ثيابك البيضاء ، أو زرعتني تحت ظلّ من ظلالك . لكنك لم تفعل . ها أنا الآن ، عالقة لا أدري أيني ولا أدري الطريق.. ولا النهاية ، اعتقدت بأني حين دفعت قدمي بخطوة خارج المنزل سيكون الأمر سهلا .. لكن المشكلة صارت ليست في المكان .. إنها في عيني أنا ، كل شيء آراه الآن مختلف وكأن الألوان رحلت حين رحلت .
العالم كبير جدا وفارغ و الطريق يا أبتي...
آهٍ من الطريق..يبدو طويل وشاق.وأحذيتي ضاقت علي .. من سيلاحظ بأنها ضاقت علي ؟ ..

الاثنين، 2 يناير 2017

الرسالة الثالثة ( بيتنا الدافئ )

يتميّز بيتنا دائما بالدفئ.. وفي كل صبح كنتَ أنتَ من يقرر ما إذا كان خارج هذه الفقاعة التي أسستها ، باردة أم لا ..في كل صباح سؤال " أبي برد ؟ نلبس ؟
لأن الطقس في الداخل والخارج لا يتشابهان قط . لم تخطأ يوما في تحديد جواب . من بعد أن زار الموت هذا البيت اختفت  الفقاعة والمكان في الداخل والخارج أصبحوا عالما واحد . أعني بأني لم أشعر يوما بهذا البرد في بيتنا. كل شيء بارد .. من بعيد جبينك يوم الصلاة عليك  .. كنت باردا لدرجة أن أطرافي صارت هي الدافئة ، أصابعي التي لطالما أخبرتني أنها متجمدة صارت هي الدافئة عليك أنت  .. أرأيت ؟..أنها لم تكن متجمدة. .
حصلت اليوم منك على شال دافئ منك ، وتكفّلت أنا بإعداد وتجميع أشيائك.. لأحصل عليك بأكبر قدر من الإمكان..
ونمت أخيرا ، ربما لساعات معدودة ، لكن .. لقد مرّ وقت طويل على أن أنم .. أو على حتى أن أنام دون أي كوابيس.. فقط أنا وشالك في مكانك .. ، .. أحاول دفع نفسي ربما أو ربما أنت الذي بداخلي تدفعني لأمضي ..
شكرا لأنك معي وقريب .

الأحد، 1 يناير 2017

الرسالة الثانية ..

مازال هناك الكثير من الكلام لم أحدّثك فيه مع الكثير من الأوقات التي أحتاجك فيها .. و الذكريات التي لا حصر لها القليلة العميقة التفاصيل البسيطه ، بطيخ الصيف ، وذرة الشتاء .. حلوى العيد و حديث العِشاء . حسرتي اليوم على كل ليلة رفضت العشاء على السفرة معك ، .. لا أعتقد أني سأندم على شيء آخر ما حييت غيره . لأن الطعام بعدك لا طعم له ..

. عزائي الوحيد هو حديث الناس عنك ، اتفقوا على ثلاثة أمور ،  كان مسالما و زاهدا ، كان يموت في حب بناته .. لم أعرف أنهم لحظوا ذلك أعتقدت أنه سِر بيننا! ألم تستطع أن تخبئ هذا الحب ، هل لحظوا لمعة عينيك.. و صوت ابتسامك وحديثك.. تقول واحده منهم
" أوووه سعد وبناته...." .. لم أخبر أنا منهم أحد،  ثمّ حتى لو أخبرتهم.. من سيفهم التفاصيل التي عشتها أنا ، ومن يفهم الحب الذي أعنيه ، ..من سيفهم أدقّ التفاصيل  التي احتويتني فيها .. لا أعتقد أن هذا الحب يناسبه الجزع بعد الفقد .. أبدا . أحبّك بطريقة أن فقدك يدفعني لفعل أشياء كثيرة أتقدم لا أتوقف.. أحب الحياة أكثر لأن فقط ما حييت أنا سأستطيع  أن أحبك  .. أخبرتك بأن روحك خرجت منك إلي ، أشعر أن أي أبسط ردة فعل أفعلها أفكر في ماذا لو كنت أنا أنت .

عزائي الآخر دعاء الصحب وعزاؤهم ودعاؤهم ، فكرة أن تجد الكثير من الآخرين غيرك تجلس لتسمعك بكل حب وإنصات.. دون ملل أو كلل .. و إن لم تتحدث ستسمع صمتك وحزنك وتفكيرك .. وبكاؤك وتعبك حتى  ، ستُنصت بهتمام إلى كل شيء يصدر منك .. أدركت أخيرا ، نحن نحتاج الناس .. ربما ليس دائما لكن نحتاجهم كتسخير من الله ، يسخّرهم الله  لينفخوا على هذا الحرق .. وإن كان النفخ ليس دواء لكنه يخفف الوجع في قلبي .. سخرهم الله ، أهل من حقي أن أرد هذا التسخير ؟ لا بل الحمدلله ..  ،

الكسر مع القوة والخوف بالإطمئنان ، هذا كل شيء ..

الرسالة الأولى ..

مرحبا..
في كل مرة أشعر بأنك غير موجود أثبّت قلبي وأحمد ربي ، لكن يا أبتي.. قلبي لم يهدأ من صوتك و ملامح وجهك الضاحك ، كلّما رفعت يدي أشعر بأنك لم تفلتها بعد آخر مرة رأيتك فيها ..
أبدو في عالم مختلف عمّا أنا فيه ، وكأن روحك خرجت ثم دخلت في قلبي ، أنت بداخلي لدرجة ، أن كل حديث أتحدثّه سيرتك تظهر فيه بطريقة غير مباشرة لا أعرف هل كانت حياتي مليئة بك إلى هذا الحد أم أن لساني لا يريد أن يتوقف عن نُطق كلمة أبي . في لحظات أريد قول شيئاً آخر ، لكن بطريقة ما يخرج الصوت لفظ أبي  ، بطريقة ما سأعتاد على حضورك في قلبي فقط . سأعيش بذلك ومع ذلك ، ولا أفهم لم يحاولون الآخرين نسيانه! - لا سمح الله - أُعيذ وجهك وصوتك وروحك من النسيان بل سأذكرك دوما  وأتحدث عنك بقوّة وفرحة  ،  وربما أنه خير فأمرونا كلها خير .. و ربما أنه لا بأس من يدري ؟ أليس كذلك ؟!.