الخميس، 15 ديسمبر 2016

في كل وقت و مكان هناك سارة ما ..

يوم آخر من الأيام التي أقضي فيها على غضبي بالغياب و التخفي ، إنها الطريقة الناجحة ، أن انسحب وأتأخر ، وصارت الطريقة  يوما بعد يوم جزء مني حتى أن اللحظات المزعجة تمر عبري بهدوء ساكن لا تفعله نسمة هواء  ، تبدو الطريقة جميلة وساحرة . الآن اقول ذلك بعد أن أنهيت  اليوم أخيراً .. لكن أمس ، كان تباً لها ؛ ولهذا السبب أنا افعلها لأن إما يكون المرء يعني ما يقوله أو يصمت إلى الأبد .. ومذ إن الأولى لم تعمل معي فالثانيه أسهل علي ..

وهكذا يوما بعد يوم أصبحت أعود إلى نفسي و نحل الأمر سويّا ، لأنك تبدو شخصاً صغير في عين  نفسك حين تشتكي من أذىً تُحب صاحبه ، و تبدو تافهاً حين تستمر في طرد الناس الذين لا يعجبوك لأنهم كذلك نحن لا نتسوق الناس بل نعيش معهم  ، وتبدو سيئا في نظر نفسك حين ترد الأذى بأذى فمابالك لو لحق الأذى شخص تحبه ذلك مميت !..


إن كنت لم تجد مرآة روحك بعد ستظن بإنك على حقٍ دائم  ومظلوم  في كل معركة ، وأن على الآخرين أن يصفّوا بصفك وإلا صاروا أعدائك .. وهذا مضحك!  ، أرأيت شكلك حين تلبس فردة حذاء دون الأخرى من غير قصد  أو تقلب القميص وتمشي دون أن تدرك انقلابته كذلك  الأمر أنت .للآخرين حياة أيضا كما لك و عليك أن تعرف جيدا  أن انطفاءة إحدى إنارات الشارع أهم و أجدى بالجدل  من انطفاؤك أنت ، ساوِ الأمر مع نفسك ثم أنقذ العالم إن أردت ..!


كفّة  الأيام الأخيرة معي الشاعريّة والساحرة جدا تفوز من أن يفسدها يوما أو لحظة واحده أليس كذلك ؟..
بعد قضاء يوم من الغياب بإغلاق الهاتف و وضعه  في الدرج ، " لا تفتحي الدرج حتى لا تؤذي الآخرين بمزاجك الخاص هذه ليست وظيفة الآخرين ولا عذراً لك  " قائلة لي ..
هل تدرك كم يبدوا سخيفا أن تعتذر لأنك كنت في مزاج سيء ..حسنا من يحبك حقا سيعذرك  لكن يبقى الأمر   سخيف جدا و أحمق  ، ساويت الأمر معي ...ثم استغرقت خمسة عشر ساعة نائمة متتالية لم يفصل بينهما إلا أن أشرب ماء،  تقول أمي " صلّي وأشربي ماء ونامي كما تحبين  "
  ليس الأمر غريبا جداً إنها نهاية أسبوع و كان أسبوع حافلا ، .. أعددت ترتيب   ذاتي و غرفتي وفرز كتبي ..و ملابسي ، و اكتشفت أني أراكم الفوضى عمدا حتى استطيع ترتيبها حين أحتاج إلى ذلك" في الاوقات التي يتعين فيها ان ارتبني "
 طلبية كتب أخرى "سرّا"، و أخاف أن أقع في فخ اعتياد  ذلك  ،  "أنا في قيد إعداد تدوينة عن الكتب لم تجهز بعد "  ..  بعد مرحلة الترتيب ..  نزلت لألتقي أمي التي اعتادت أمر عزلتي الفجائية ، تعايشت أنا وأمي جيدا رغم اختلافنا المطلق  في كل رأي  و ذوق و شخصية  بحب   ، فهي الوطن الأول و شجرة المنزل .. اعتدت دائما في ظل الأيام المتعبة أو في منتصف دراستي أو تعبي أن أعود على صدرها واستمع إلى صوت قلبها ، مذ كنت طفلة أعني بأني أفكر دائما بأني  أستطيع أن امكث هنالك إلى الأبد   .. وأمي تعرف ذلك جيدا و أعتادت الأمر ،.. هل تعرف شعور أن تملك صلاحية أن تبقى في مكان يشبه صدر أمي في أي وقت و لأي فترة ؟..
أنا أعرف ؛ في الحين الذي تقفل الأبواب في وجهي  لم  يكن لأمي بابا قط ، و خاصة وهي على سجادة الصلاة أوقات مثل هذه ، لا يمكن للمرء أن يعبّر عنها بأي طريقة ممكنه ....
مكثت منصته وأمي كانت أمي كما هي  دائماً ، ..
و على عكس اختلافي مع امي كان تشابهي مع ابي  ،  يحب الأطعمة التي أحب والألوان التي احب  و يكره ما أكره يهتم للشِعر و يجيد  الرياضيات يجيدها بطريقة مدهشه ! مع مزاجا متقلب وطبعا حاد و نظرة مختلفة  ، أفهم أبي كثيرا بل أراني فيه كما لو كان مرآه ،

كنت دائما  أحب اقتران اسمه معي كما لو كان اسماً واحدا ، لعل ذلك أن يميز شيوعة اسمي إذ كنت أين ما ذهبت على الأقل احتمالية وجود ثلاث سارات أمرا أكيد وشيئا فشيئ تزيد الإحتمالية لتكون في  قاعتي الواحدة خمس سارات سعد... يعني بأني لم أحسب  السارات الأخريات بعد ، و لم يزعجني أبداً وجود اسمي الكثير وحضوره أينما ذهبت ، إذ أن لكل سارة حضور، ليس للأرواح اسماء ، دائما ما كنت أشعر بأن لأسمي لحنا مختلف على الأقل بالنسبة لي  ، ليست الأسماء التي تميزنا ، ولا الأشكال إلا إذا كنّا لا نملك شيئا غيرها فهي الحيلة  الوحيدة لنعد أنفسُنا من الوجود ،  أما عني فلا بأس إن كنت مع ألف سارة ، سأصلني وإن أخطأت الطريق إلي عدى مرات.. ،
وبالحديث عن ذلك مازلت أذكر  أول سنة ابتدائيه في حفل
ة أمهات.. كانت المسابقة أن تسمع أمهاتنا أصواتنا نقرأ سورة الفاتحة و يتعرفن علينا ، فازت أمي في تمييز صوتي.. أمي الفائزة بالمركز الأول بجدارة قبل أن أبدأ اول آية من البسملة قالت هذه ابنتي  ،من أول محاولة فعلتها أمي العزيزة ❤.. 
ربما لأني لم أدوّن منذ فترة  تشعبت كثيراً  في المواضيع  ، لنحسب إذن : للإيام الثقيلة تدوينة و لأمي واحدة ولأبي واحدة
ولأسمي واحدة  ..؟ :"
أخيراً سأكتب موقفاً عن اسمي الحبيب ، لأن يدي مازالت تفعل  ، موقف مشروع الأدب ، الذي عملت عليه جاهدة بحب  ، إذ كنت مهووسة دائما في الأدب غير أني سيئة في دراسته .. انظر دائما  للأدب بشتى أنواعه و لغاته  كلوحة رسم ، لا أعرف تعلم الأدب و أتعامل مع محاضراته كحصص فنيّة و في حصص الفنيّة لا ندرس  ! ،  طُلب مني أعادة عرض المشروع   في مناسبة ليست دراسية  رفضت تماما وأخبرتها إني دراسياً غير مستعدة تماما بإظهار نفسي  وأن الأختبارات تطرق الأبواب و أن آدائي في آخر اختبار لم يكن بتلك الجودة  حتى بأني خجلت كتابة اسمي !
أطردت بحديثها العميق دائما ، والشعب الهندي عميق جدا و ملهم   .. ❤() 
" look I don't know your name and you people have a lot  popular name .. but I know you and  believe you ..in literature  you don't have to study hardly
.. you just have to love it  and I know you do    "
حسنا بعد ذلك من الصعب جداً أن يقول المرء لا .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق