الأحد، 27 أكتوبر 2019

إعادة تدوير الذاكرة


تعبت..
أقول.. بعد كل مره ألمس فيها بابا مقفل،
أفكر  بأن الباب المقفل يعني أن البيت لن يرحب بروحي ، و أن علي أن لا أكلف نفسي  عناء الطرق أو الانتظار، و إن حدث و أخذت مطرقة لأكسر  الأبواب المقفلة، سيكون خلفها كابوسا لا يناسب ما تخيلت.
ثم اسأل ما الفرق بين الاستسلام إذن و السماح بالرحيل ؟
هل من الضعف أن أتجاوز الأبواب المقفله؟
التي لا أملك مفتاحا لها؟
ثنائية التفكير، السيء. والجيد قاتلة، لذا أحب التفكير أن كل آداة مناسبة طالما انها تساعد الإنسان على النمو و التوسع. ليس هناك حل حقيقي أو إجابة حتمية حيث لا حقيقة مطلقة. بل هناك الكثير من العمل و البحث و التقصي من أجل الحصول على الخيار الأنسب، الأقدر و الأكثر  فعالية لهذه المرحلة  وهذا الوقت و هذا المقدار من المعرفة من هنا هذا المنظور اجد تبرير لكل الزلات و الأخطاء التي قد اعثر فيها انا أو غيري، مع القدرة على المسامحة و القبول، كلما ارخيت نفسي للحياة و فتحت قلبي أجد أن سعادتي بداخلي و في روتين يومي و ذلك أكبر مكسب، كسبته من فترة طويلة..

لعبة الاختباء:
 كنت العبها و انا صغيرة مع نفسي، اختبئ لساعات طويلة، في انتظار ان يجدني أحدا، غالبا تمر ساعات لا يجدني فيها أحدا ثم انسى اني كنت ألعب و اغوص في الحديث الذي سمعته و كومة الأسرار التي تسربت، و النقاش الحاد الذي صار اصنع منها مسرحية مثالية و أعيد صياغة مشاعري إثر ذلك، اسرح كثيرا، لعالم آخر عالم من صنع خيالي، شخصيات كالدمى أحركها ، فتغضب الأولى و تبكي الثانيه و ترقص أخرى.. مالذي يتبقى منا حين نكبر؟
استيقظ باكرا حتى تتاح لي فرصة مشاهدة التلفاز كما أحب استقبل التلفاز بشوق لأن القناة لم تفتح بعد، وانتظر حتى الثامنة، تبدأ المتعة، دفاتري بجانبي ( أؤطر الصفحات الفارغة بالألوان) على عدد ايام الاسبوع القادم. و دفتر الملصقات لأضع الزهور في زوايا الورقة.
عطلة نهاية اسبوع مثالية ♥️.


هذه الذكريات  الدافئة تزورني عند كل عطلة نهاية اسبوع يجتمع اخوتي و أطفالهم عائلات صغيرة مختلفة و متشعبة تعود كل نهاية اسبوع كأنها تلجأ إلى أصلها، ما زال  عالمي بعيد جدا، رغم ألفتي معهم حكاياتي و أفكاري تحلق بعيدا في حضورهم، أشعر أني بعيدة جدا، وقريبة في نفس الوقت،


كل يوم تفصيل جديد يقفز من ذاكرتي لأحتفي به، طبخة جديدة، عصير، فراشة في السماء،. خنفساء جميلة تمشي، ريشة طائر، تمرين جديد
لكل ذلك أنا ممتنة.
ممتنة بالخصوص لأطفال اخوتي يغمرونني بالحب دائما العناق، القبل، الأحاديث الصغيرة المليئة بالرغبة بالمشاركة،  و الكثير من طلب أن أشاركهم لعبة الاختباء، و في كل مره
يختبئون في نفس المكان، و في كل مره أجدهم بدهشة المرة الأولى
هاقد عاد شريط  ذكرياتي يدور في رأسي..
هل أنا في لعبة اختباء معي ؟

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

All is well

استقبلت عقد العشرين من عمري بخسارة والدي و قالوا لي بأن الحياة ستمضي بي..
ليس طفوليا ان أشعر انه ليس من العدل أن يرحل، و لطالما شعرت و تسائلت عن الحكمة، في لحظة واحدة بين ليلة وضحاها إنسان كامل يختفي من الوجود دون اشعار أو تمهيد، إنسان احمل في جسدي من دمه دما، و في قلبي من قلبه  لحظات و ضحكات، آمان و دعم، اختار الله أطيب و أصدق واجمل أفراد عائلتي. و أخذه مني.إلى مكان أفضل، كما آمل.و أرجو.
لا ليس أبا مثاليا لكني أذكر قلبه الواسع دائما، يسامح، يتناسى و يهوّن كل أمر، يناديني بالدانة، ويؤثرني على نفسه، لقد رحل باكرا قبل أن أخبره أو أريه كيف كبرت.. سريعا.

للفقد شعور غريب حفرة في القلب عميقة، تلتهب، تشتعل، تبرد و تتجمد، وعلينا أن نتعايش معها مدى العمر.
لكني بدهشه و رحمة أنجو؟
أنجو من القلق الضامر في جوفي، و من الحزن المستتر تحت جلدي، و ابتسم، بغرابة ومراره استقبل يوما جديدا؟ فصلا جديدا؟ سنة جديدة؟
و أودع يوما آخر؟ فصلا آخر ؟ سنة آخرى؟..
يسألني ابن اختي الصغير :
أليس عندك أب مثلي؟
اخبره بأن لدي، اريه صورته.. ربما تذكر
أين هو الآن؟
إلى السماء هناك أنظر..
حين نكبر نذهب للسماء؟
- أجل،
- أها إذن سنذهب و نسلم على بابا سعد.

ربما فهمت و أدركت قيمة الإنسان، قيمة كل ابتسامة عابرة،  دعم صادق، و لطف غير مبرر، فهمت أن لا أثمن من أن نمنح لحظات دافئة لمن نحب ، من الحب، التفهم، القبول ، لأن إن كانت الحياة ملتوية و ثقيلة ، و مليئة بالمنعطفات فعلى الأقل قد ننجو بأقل الخسائر بجانب  من نحب، و لأن أكثر اللحظات التي تخفف علي فقدي هي اللحظات التي قدمت فيها ذلك  لوالدي،
الأطباق الدافئة،  النظرة و البسمةو اليد الممتدة له ليستعين بها، فكيف أكون أكثر سرورا و عزاءا بعد ذلك؟
ورود العزاء في قلبي مباركة، لأنها حين غُرست كان الحب يسقيها و رحمة الله تتسلل إليها
أسأل نفسي هل يكون الحب خسارة أو ندما ؟
أبدا، الحب هو الشفاء و العزاء و الركن الأخير نلجأ إليه بعد تعب الرحلة فنجده ينتظرنا بكل رحب وينظر لنا بكل سرور و مودة. الحب هو الآمان و الرحمة..
ما زلت ابحث عن معانٍ إنسانية أخرى لأنويها و انسجم معها. و من ثم اضيفها إلى قاموس حياتي.

All is well :
لقد عُرفت بهذه العبارة بين صديقاتي و أهلي، لكن لا أحد يدرك كم هو صعب أن يعمل بها الإنسان فهي تعني أنه من الخير أني اتألم، و من الخير أني أسقط و أتيه ، و من الخير أني خسرت، و من الخير أني فشلت، قاعدة آلهيه، تخبرني أن ليس هناك سوء فهل ذلك سهلا؟
ليس سهلا بكل صدق، خلق الإنسان عجولا، هذه القاعدة تتطلب الترويض الذاتي، الصبر، التأني، و الكثير من التأمل ، لأن نظرة الإنسان لما يحدث قاصرة على معرفته الضئيلة بنفسه و بمن حوله، و من هنا نطلب الحكمة من الله،
(خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون)
يارب أرِنا الأمور كما هي، و بصِّرنا الحقيقة و دلنا الصراط المستقيم. ربما ليس سهلا أن ندرك و نطمئن بأن أمورنا كلها خير، لكن التفاته بسيطة لإحداث مضت و تفاصيل حلوة و مُرّه أوصلتنا لما نحن عليه الآن.. إدراك أن الحياة لن تكون خالية تماما من الحزن و الخسارة، لكنها ستمنحنا بقدر ذلك وأكثر من الحب و الآمان، الدفء و المسرات الصغيرة.. 
و الحكمة في طريقها إلينا بعد ذلك.. 
لأن الحكمة أعمق من المعرفة، الفهم، الإدراك، التبصر،.. 
الحكمة هي ذلك الخيط الذي يربط كل شيء بمعناه وأصله. الحكمة النظرة الكاملة، و العلم الوافِ، و المعرفة الحق. و التفسير السليم. و المحطة الأخيرة. 










الاثنين، 21 أكتوبر 2019

وعكة

بعد وعكة صحية ثقيلة، أنظر إلى الحياة من حولي..
أشعر بطمأنينه غامرة حين ارفع رأسي للسماء في حلكتها و نورها، بردها و حرارتها، لا ليست حالة واحدة هي حياتي ولا جانب واحد كذلك، يلهمني النسيم، و ضوء الشمس و ضلال القمر، و لم اخرج يوما للسماء إلا وقد رحبت بي،
لقد وضعت اختي كنبة في سور المنزل وذلك سهل علي عناء الجلوس على الأرض،  والآن بالكاد أتنفس من نزلة البرد وصوتي يتلاشى و يتقطع. وفي رأسي ألف سؤال عما يحدث حولي وبداخلي؟
لكن ذلك أبدا لا يبرر عدم ابتسامي للسماء و عدم السماح لها أن تعمل عملها في قلبي كما تفعل دائما..
هذه الرقة و هذا الأمان و هذه السكينة هي كل ما أبحث  عنه؟
فهل ضللت طريقي؟
اعتقد ان الرقة هي الخيط الرفيع الذي يربط كل العلاقات الإنسانية بعضها بعضا، حذرنا على خواطر الآخرين كما لو هي خواطرنا. لأن لا شيء يعوض شرخ حدث في قلب أحدهم، تلك أضرار لا يمكن تلافييها أو أصلاحها بسهولة ؟
لكن!
هل ذلك يتعارض معنا؟
هل رقتنا وعطفنا على الآخرين، تنافي رقتنا وعطفنا علينا نحن؟
لأن مالفائدة إذن؟
و كيف ستكون العلاقة لو لم نَضِرَّ ولا نُضَر؟
لم نأذي ولا نُؤذى؟
لم نَهدِر ولا نُهدَر؟
علاقات سليمة أساسها القبول و الأمان و الدعم ؟
ثم اطمئن، ليس لأن عندي جوابا؟
ولكن لأني أبحث و أسعى في نفسي أولا ثم لمن حولي،
و لا شيء يغمر قلبي آمانا كحديث رباني يملأ قلبي و يثبت إيماني أما الجواب فهو في طريقه لي  :
( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41) وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا)
صدق الله الرحيم ♥️

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

رضا

لحظة رضا :
 نهاية يوم عادي
 ، تأمل ، مشي ، وبدأت الأفكار تطفو على سقف غرفة المعيشة، هذه المره تحديدا ، لم يهلعني أي منها..
لم أهلع ، لم أهرب، لم أنفر..
كان السلام رفيقي في هذه الجلسة
أفكر في الأمور التي خسرتها وما سأخسرها. و أقول حسنا هل يسعني أو في قدرتي الحفاظ عليها؟ و إن كان الجواب نعم
؟ فهذه نقطة بداية،
 و إن كان لا
، أقلب الصفحة،

أكمل التأمل:
الفراغ يكون نعمة حين نملأه بالتفاصيل التي نحب، بالتفاصيل التي وعدنا أنفسنا ان نفعلها يوما أو نشعر بها أو نتحدثها أو حتى نكتبها ، وفي اللحظة التي بدأت املأ فراغي بما أحب.. شعرت بالحياة، تتدفق في كل لحظة .
فلطالما وعدت نفسي بأيام خالية اتعرف فيها علي، نظام رياضي، حياة آمنه، كتاب، سماء ، موسيقى، تأمل،
لقد خسرت، سقطت، تهت، نسيت، انفصلت عني كثيرا، فلم تعد تلك الأفكار تخيفني،
أعني ذلك. ولا اعرف هل ذلك إيمانا أم قوة أم استسلاما.
حتى لو كنت يوما هشه فهذا لا يعرفني بالضعف، إن قدرتي على الشعور تتفاقم في الفرح و القوة كما في الحزن و الضعف. أشعر بلامتنان بالتأكيد و استشعر جمال الحياة في ابسط التفاصيل، اشباحي و ظلالي ستلحق بي اعرف ذلك و كانت فكرة هادئة ان أرحب بها بدلا من أن اهرب منها. و أسلّم عن فكرة ان الحياة ستكون وردية محظه.
لن تكون كذلك. ألوان عديدة هي الحياة، و كل لون جديد يضفي معنى جديدا، ونظرة جديدة، فكرة جديدة، و جانب جديد و يوم جديد..
 اكمل تتبع الأفكار..
و أقول نهاية الجلسة  :

حين أنهي هذا الطريق سأكتب أني حلمت،
أحلاما جميلة، و أن مخيلتي كانت أوسع من حياة واحدة، و أن ألوان قلبي لا حد لها، و أني عشت الحياة ما استطعت سبيلا، و أحببت حياتي ، آحببت احزاني و انكساراتي التي رممتها بعزائي  ، و بتفاصيلي وخيالي ، لقد تعبت تعبا جميلا، تعبت الحلم و الخيال، تعب النهوض مجددا، تعب التعلم و السعي..
و كم أحببت الرحلة!