السبت، 27 مايو 2017

الحذاء المناسب

في مقولة قديمة ، أن الأحذية الجميلة تصحبنا إلى أماكنَ جميلة و العكس  ، أيضا قبل أن تحكم على شخص ما سر لابسا حذاءه  ، الحذاء يعني الوجههة و الطريق لأن تخيَل المتاعب التي ستواجهها بنتعال حذاء غير مناسب أو مريح ، ثم تخيّل كم عثرة ستتعثر فيها حين تترك خيط الحذاء مفتوحا ، أو ماذا لو كانت أحذيتك "عكس " لاشك بأنها كارثة  ، و إن ضاق الحذاء أو اتسع ،

هذا الحذاء هو ما سيقرّر ما إّذا كنت ستحلق في السماء ، أو تمسكك الأرض ، أن تجري أو تجرّ قدميك جرّا ، تملك أختي قناعة مميزة في أن تطلب من بنتيها الصغيرتين ( أعمارهم 10 - 6 سنوات ) اختيار الحذاء المناسب من غير التأكد أو مساعدتهن في اختيار اللون أو الحجم ، تختار الفستان أولا ثم تطلب منهن البحث عن حذاء مناسب ،

اختارت فتاة العاشرة حذاء "كعب " ,كبير وغير مناسب لقد كان  ذلك جليّ  ، كانت سعيدة جدا به ، أتسائل كم يتطلب عليها حتى تدرك بأنه غير مناسب !

الأخرى كان اختيارها ممتازا  إلى حد ما ، غير اختلاف درجة اللون يبدو مريح ، لكن درجة اللونين مختلفة فقط .
* الشرط الوحيد أن لا تبديل أو استرجاع أو تغيير في الأمر ، تقول بأن الموضوع يتعلّق بشخصيّاتهم  . وعليها أن تكون صارمة جدا مع ذلك ،
سألت : ولم الحذاء خصيصا  ؟ أطردت لأن الحذاء هو الأساس ،

أفكر أنا بلأساس ، و الحذاء القاعدة لكل شخص * و كم شخص انتعل واحدا لأنه جميل أو جذاب أو غالي الثمن ، كم العثرات و الاتجاهات الخاطئة التي قادنا لها اختيار حذاء او صنع آخر غيرا مناسبين ، و كم طال الامر حتى نكتشف او لا نخجل من الإعتراف بذلك ، كم تجربة تعلمنا منها تفادي حذاء  أو صنع  حذاء آخر ،الفكرة في صقل تلك الاختيارات و التعلم منها و الاعتماد عليها وعليها لختيار حذاء جديد ، مرحلة جديد ، مفترق طرق آخر ،

" لايهم البتة مايقول الآخرون ، الاعتبار الأوحد هو البقاء واقفا على قدميك " ثم تخيّل كم ستبدوا متعبا إن لم يكن حذاؤك مناسبا ،

-كم من الوعي والشجاعة التي يتطلبها الموقف حتى أقر و أقبل بخطأي في وجههة أو طريق مع استحقاقي لفرصة أخرى ، لمحاوله جديدة ، نعم لقد أخطأت وأطلب فرصة أخرى لألمس فيها ذلك الخطأ الذي أحدثته ، فرصة كاملة ،أطلب حقي في مسامحتي الكاملة حتى أًصلح الخلل ، ومن خلال تلك المسامحة الإنسانية التي لا تحمل سخرية أو تذكير متكرر أو استنقاص لي بسببه ، مسامحة تجعلني اكتسب مهارات عديدة ، لأكون مستعدة أن أضيف قيمة جديدة ، لايجب أن تمر كل تلك التجارب مرور الكرام علي ،


نسبيا ، بعد عشرة تجارب مريرة ستمر لحظة واحدة يشعر فيها المرء بعافيه انسانية ، و خفة ، و كأنه هو الثابت في الأرض لا قوة جذبته بل هذه القوة هي هو ، ستكون اللحظة رقيقة ليشعر فيها بثباته بينما عينيه تحلّق : تحلق في السماء و الفضاء و الكواكب و النجوم أن يحلّق دون الحاجة للطيراان ، ومحصول تلك اللحظات ماهي إلأ قيمة الأرض التي مشى فيها لا عليها ، يداوي المرء نفسه حين تمرض مثل طبيب ، يلمّ جراحة ، يحيكها كأم تربت على كتفي صغيرها الكبير الآن على يدها ، و يحمل أحزانه الصغيرة والكبيرة عن قارعة الطريق حتى لا يتعثر فيها أحد ، "لأن ماذا سيصلح ، و مالفائدة " . ، ثم تأتي تلك اللحظة التي ترى فيها هذه االرقع التي حكتها ألواناً زاهية وجميلة ، وحذاء مناسب تماما ..كما لو كان صنع خصيصا لك، لا يشبه أيّ حذاء آخر في العالم ، حذاء دليل ٌ من ما كان على ما سيكون ، و اسألني الآن هل يستحق الأمر ؟

أن تكون في القالب الذي سيحدد تماما ما أنت عليه ،؟ أن تحتوي على عالمك بأسره و يتسع قلبك كما لو كان لن يضيق أبدا عليك ، او على احزانك الصغيرة أو حتى الكبيرة التي لم تصغر ،؟ و أن لا تشغل حيزا على الأرض بل الحيز يشغلك فيها ؟ وان يصحبك هذا الحذاء الى الأماكن التي تناسبك. وتسعها انت لا تسعك.

، أجل لاشك بأن ذلك يستحق ،!

"لا نحتاج الكثير من الأمتعة .." .. حذاء مناسب ، و وجههة نقصدها ،
الصدفة المدهشهه أني في نفس هذه اللحظة التي اكتب فيها الآن ما اكتب و استمع للشيخ عبدالباسط يتلو آية  ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم )
أعتقد أن هذا تماما ما كنت أرمي إليه في كل تلك الأسطر.. ف ياربنا الواسع و ياربنا العليم ، إّذا كان الأمر كذلك فإننا نرجوك أن لا ينقطع هذا الخيط الرفيع الموصلّنا إليك ، علّمنا يارب و ألهمنا ثم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ، لأن مالفائدة أن نمتلك كل شيء و نضيّع أنفسنا ؟ و مالفائدة أن نقطع طريقا طويل و متعب لا ننتهي فيه إليك .